أكد الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، أن العلاقات المصرية السعودية تمثل ركيزة أساسية للأمن القومي العربي، نموذجا راسخا للوحدة والتعاون المشترك بين الأشقاء، مشيرا إلى أن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى مصر ولقائه مع وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي بمدينة العلمين، تعكس عمق هذه الروابط الممتدة، والتي أفضت إلى تأسيس مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية وفتح آفاق أرحب للتعاون في مختلف المجالات.
وأوضح “الهضيبي”، أن المباحثات الأخيرة بين الجانبين عكست حرص القاهرة والرياض على استمرار التنسيق السياسي والدبلوماسي تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأوضاع في قطاع غزة، حيث تبذل الدولتان جهودا مكثفة لإعادة تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل إلى القطاع، مشيرا إلى توافق رؤى البلدين في ملفات عدة، منها دعم وحدة وسلامة الأراضي السورية، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تمثل انتهاكا صريحا للسيادة السورية، بالإضافة إلى تأكيدهما ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، كمدخل أساسي لتحقيق تسوية شاملة.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن العلاقات بين القاهرة والرياض ليست علاقات مصالح وقتية، بل تحالف استراتيجي يجسد وحدة الصف العربي، ويعكس الوعي المشترك بضرورة التنسيق والتكامل لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن البلدين يمثلان معًا عمود الخيمة في المنطقة العربية، وقادران على صياغة مستقبل أفضل للمنطقة في ظل ما يمتلكانه من مقومات ومكانة دولية وشعبية واسعة.
وشدد الدكتور ياسر الهضيبي، أن مصر والسعودية تجمعهما أيضا شراكة اقتصادية متنامية تعكسها الاستثمارات السعودية الكبرى في السوق المصري، وحرص القيادة في البلدين على تعزيز حجم التبادل التجاري وتسهيل حركة الاستثمارات، مشيرًا إلى أن مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي يمثل منصة مهمة لدفع العلاقات الاقتصادية إلى آفاق أوسع، عبر تنفيذ مشروعات استراتيجية تخدم مصالح الشعبين، لافتا إلى أن السعودية تعد من أكبر الدول المستثمرة في مصر، سواء في قطاعات البنية التحتية أو الطاقة أو السياحة أو التطوير العقاري.