احمد الجزار يكتب.. مصر تبهر العالم من جديد في الافتتاح الأسطوري للمتحف المصري الكبير

ما حدث منذ يومين لم يكن مجرد افتتاح لمتحف، بل كان لحظة تاريخية أعلنت للعالم بأسره أن مصر عادت وبقوة.
المتحف المصري الكبير ليس مجرد أكبر متحف في العالم، بل هو تحفة معمارية فريدة تختصر آلاف السنين من الحضارة المصرية، ومشهد مهيب يقول لكل من يحاول الانتقاص من قدر هذه البلاد:

> “نحن الأصل، نحن التاريخ، نحن مهد الحضارات.”

كانت مصر بالأمس مضيئة من أقصاها إلى أقصاها، والعالم كله يتحدث عن الحدث العظيم، لكن — وكالعادة — لا بد أن تظهر بعض النفوس المريضة التي تحاول التشويه والتقليل من الإنجاز.
وأول هؤلاء عمرو واكد الذي ارتدى ملابس المصريين القدماء وظهر على صفحته كأنه يمثل المصري القديم ليجذب الانتباه، ثم خرج ليهاجم بلده والاحتفال!
يا هذا، انظر إلى نفسك أولاً، فأنت آخر من يحق له أن يتحدث عن مصر.
فما أنت إلا ممثل فاشل يحاول ركوب الموجة بأي وسيلة كانت.

ثم يأتي تركي آل الشيخ الذي أطلق حملة مدفوعة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) ليتصدر بها الترند، لكن المفاجأة كانت أن هاشتاج المتحف المصري الكبير تصدّر المراتب الثانية والثالثة والرابعة دون أي تمويل!
أي أن مصر، عندما تُترك لمجهود شعبها وقيادتها، تتربع على القمة بلا أموال ولا حملات مدفوعة.
وهذا أكبر دليل على أن قوة مصر لا تُقاس بالمال، بل تُقاس بحب أبنائها وإخلاصهم لها.
فقوة مصر في شعبها الواعي، لا في الإعلانات ولا في الأموال التي تُنفق لتلمع ساعة وتختفي بعدها.

ما جرى البارحة لم يكن احتفالًا عاديًا… بل كان أضخم إعلان تسويقي في تاريخ مصر الحديث، تقوده رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه.

أما اللجان الإلكترونية التي لا همّ لها سوى تشويه كل ما هو جميل، فقد بدأت فورًا تردد نفس الأسطوانة المشروخة: “الاحتفال ضعيف”، “موكب المومياوات كان أفضل”، “التنظيم لم يكن على المستوى”… وكأنهم جاؤوا بمهمة محددة لتقزيم أي إنجاز مصري.
لكننا نقولها لهم ببساطة:

> كل حدث له رسالته، واحتفال المتحف لم يكن نسخة من موكب المومياوات، بل كان رؤية جديدة تُقدِّم الحضارة المصرية للعالم في ثوب حديث راقٍ.

من شاهد التنظيم والإضاءة والرؤية الفنية والرمزية الدقيقة في كل تفصيلة، يدرك أن الدولة تسير بفكر متقدم ووعي عميق، لا بعشوائية كما يحاول البعض تصويرها.

أما عن عظمة المكان نفسه، فالمتحف المصري الكبير هو معجزة هندسية بكل المقاييس.
بُني على مساحة تتجاوز نصف مليون متر مربع، يطل على الأهرامات في مشهد يجسد العناق بين الماضي والحاضر.
تصميمه فريد، إضاءته طبيعية، والتحف الأثرية موزعة بطريقة علمية دقيقة، بحيث تحكي كل قطعة منها قصة من قصص الخلود المصري.

من يدخل هذا المكان يشعر أنه عاد بالزمن آلاف السنين، يسير بين الملوك والملكات، يسمع همسات التاريخ تنبض من الجدران.
أما تمثال رمسيس الثاني القابع في مدخل المتحف، فهو وحده كفيل بأن يجعل أي زائر ينحني احترامًا لعظمة هذه الحضارة.

أما الحفل، فقد كان مزجًا بين الفن والتاريخ والحضارة.
حضرته شخصيات عالمية ورموز من مختلف المجالات، من كبار الفنانين إلى الشخصيات السياسية والثقافية، ومن نجوم الفن الذين تألقوا على المسرح إلى الضيوف الذين قدموا من دول بعيدة لمشاهدة مصر وهي تكتب فصلًا جديدًا من مجدها.
وقد كان حضورهم بحد ذاته رسالة إلى العالم بأن مصر ما زالت — كما كانت دائمًا — مركز الكون وقلب الحضارة.

منصة تيك توك التي يتجاوز عدد مستخدميها المليار ونصف المليار بثّت الحفل مباشرة، وآلاف القنوات الفضائية غطّت الحدث، ومليارات البشر شاهدوا مصر وهي تتألق على شاشاتهم.
بكلمة واحدة:

> الرئيس السيسي أطلق حملة تسويقية عملاقة لمصر بأكملها، جعل فيها العالم كله يتحدث عن السياحة المصرية من جديد.
السيسي لم يُقم حفلاً ليُسلّط الضوء على نفسه، بل ليُسلّط الضوء على مصر.

ومن أقوى الرسائل الرمزية في هذا الافتتاح، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع بنفسه القطعة الحجرية التي نُقش عليها اسم “مصر” إلى جوار قطع نُقش عليها أسماء الدول المشاركة.
وما إن وُضع اسم مصر حتى أضاءت المجموعة بأكملها!
وكانت تلك رسالة عظيمة المعنى:

> مصر هي منارة الدنيا، مفتاح العالم، وسرّ النور الإنساني منذ الأزل.
لم يكن في الحفل تفصيلة واحدة عشوائية؛ فكل حركة كانت رسالة، وكل لحظة كانت رمزًا مقصودًا.

وعندما ترى الملوك والرؤساء من شتى بقاع الأرض يحضرون بأنفسهم هذا الافتتاح الأسطوري، تدرك أنك تتحدث عن بلد غير عادية؛ بلد سحرت العقول بعراقتها، وخطفت الأبصار بجلالها، وأثبتت أنها — كانت وما زالت — مهد الحضارات وأم الدنيا.
مصر اليوم تقف أمام العالم في مكانة لا يضاهيها فيها أحد.🇪🇬

ونأتي الآن إلى النقطة التي تحتاج إلى تأمل، وهي تاريخ الافتتاح نفسه: 1/11/2025.
قد يربط البعض هذا التاريخ ببعض الرموز الماسونية أو الأرقام الشيطانية، لكن من يدرك عمق الرسالة يعلم أن اختيار هذا اليوم لم يكن صدفة.
فهو رد قوي ومباشر على من حاولوا توظيف نفس الرموز والتواريخ ضد مصر.
الفرق أن مصر استخدمتها بطاقتها النقية، قلبت المعادلة، وحوّلت رموز الظلام إلى رموز للنور.
اليوم الذي كان يُستخدم لفتح “بوابات الظلام”، جعلته مصر يومًا لفتح بوابات النور والحياة.
والرمز الذي حاولوا استغلاله للشر، أعادته مصر إلى أصله: رمز الحضارة والإشراق.

في ذلك اليوم، أعلنت مصر أنها استعادت مفاتيحها القديمة.
الرموز انقلبت على أصحابها، واللعبة انكشفت.
الهرم الذي أرادوه أداة في طقوسهم، أعادته مصر رمزًا للسيادة والحماية والعظمة.
وكل شعاع نور خرج من قمته في الحفل كان رسالة واضحة:

> السر عندنا، والنور خرج من أرضنا، ولن تُفتح بوابة في هذا العالم إلا بإرادتنا.

ما حدث بالأمس لم يكن حفلًا فنيًا فحسب، بل حرب حضارية فازت فيها مصر أمام العالم كله.
أثبتت أنها ليست فقط بلد الحضارة، بل بلد الوعي والإرادة والتاريخ المتجدد.
لقد كانت معركة رمزية انتصرت فيها مصر بجدارة.

ونحن، بكل فخر، نقولها عالية مدوية:

نحن المصريين… نبني، نحافظ، ونحتفل بحضارتنا دون أن نطلب إذنًا من أحد.
ومن يحاول التقليل من عظمة مصر، فإنه لا يصغّر إلا نفسه أمامها.

  • نوران الرجال

    نوران الرجال عضو لجنة النقل البحري بالجمعية العمومية العلمية للنقل و عضو لجنة التجارة والصناعة بحزب الدستوريين الأحرار و صحفية في دار الهلال ومؤسسة برنامج الكنز في الصندوق و ما لا تعرفه

    Related Posts

    تصدرت محركات البحث ، ما لا تعرفونه عن خليفة افيخاي ادرعي ، المسلمة التي أخفت التحاقها بالجيش عن اسرتها 

      بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم     معروفة لدى الجيش الصهيوني بلقب : “الكابتن إيلا” ، وهي اول امرأة عربية تشغل منصب رائد ميجور…

    دراساته فرضت نفسها بقلب المتحف الملكي البريطاني . سر نجاح زغلول النجار وكيف وصل لقلوب العالم . 

      بقلم : الصحافي حسن الخباز مدير جريدة الجريدة بوان كوم   غادر دنيانا امس الاحد 9؛نونبر 2025 الداعية الإسلامي المعروف زغلول النجار عن عمر ناهز 92 عاماً، بعد مسيرة…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *