كتب : ماهر بدر

لم يكن صباح السبت في الإسكندرية يوماً عادياً، بل كان بداية لحزنٍ عميق اجتاح قلوب المصريين، بعد أن أعلنت وزارة الصحة والسكان وفاة 6 مواطنين وإصابة 24 آخرين في حادث غرق أليم بشاطئ «أبوتلات» في العجمي، خلال رحلة طلابية لإحدى الأكاديميات المتخصصة في الضيافة الجوية.
حادث مأساوي، أعاد إلى الأذهان قيمة الحياة، وأهمية المسؤولية المشتركة بين المجتمع والدولة، لكنه في الوقت ذاته أبرز الوجه المضيء لمؤسسات الدولة المصرية في إدارة الأزمات، وهو ما أشاد به المهندس إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ومساعد الأمين العام ورئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الجيل الديمقراطي بالإسكندرية.

موقف إنساني ورسالة وطنية

في حديثه حول الحادث، عبّر المهندس إيهاب محمود عن عميق حزنه لفقدان الأرواح الشابة، مؤكداً أن مصر كلها تقف بجوار أسر الضحايا، وأن المجتمع المصري بطبعه لا يترك أبناءه وقت الشدائد.
وقال محمود:

“الحادث رسالة قاسية، لكنها دعوة صريحة لمزيد من الانتباه والوعي. أرواح شبابنا أغلى من أن تُهدَر في لحظة إهمال أو غياب متابعة. نحن بحاجة إلى يقظة جماعية، تبدأ من المؤسسات التعليمية التي تنظم الرحلات، مروراً بالمشرفين والمسؤولين عن الشواطئ، وصولاً إلى الأسر التي يجب أن تغرس في أبنائها ثقافة الالتزام بقواعد السلامة”.

 

إشادة بالدور الحكومي والوزاري

لم يغفل محمود الإشادة بالدور السريع لوزارة الصحة والسكان، حيث تابع الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان، تطورات الموقف لحظة بلحظة، موجهاً بتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والإنسانية للمصابين وأسرهم.
وقد تحركت هيئة الإسعاف المصرية بسرعة قياسية، حيث دفعت بـ16 سيارة إسعاف مجهزة إلى موقع الحادث، وأسعفت المصابين ميدانياً قبل نقلهم إلى مستشفيات العجمي التخصصي والعامرية العام، ليجدوا هناك فرقاً طبية تعمل وفق أحدث البروتوكولات الطبية.

وأشار المهندس إيهاب محمود إلى أن هذا الموقف يعكس كفاءة الدولة في إدارة الطوارئ، مؤكداً أن ما قام به وزير الصحة وفريقه ليس مجرد واجب وظيفي، بل هو تعبير عن روح القيادة السياسية التي يترجمها الرئيس عبدالفتاح السيسي عملياً بوضع حياة المواطن المصري في مقدمة الأولويات.
كما أثنى على جهود وزارة الداخلية وفرق الإنقاذ التي واصلت العمل على مدار الساعة، ووزارة التضامن الاجتماعي التي سارعت لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر، قائلاً:

“هذا التكامل الوزاري يثبت أن مصر أصبحت دولة مؤسسات قوية، لا تتخلى عن مواطنيها وقت الأزمات”.

 

البعد الاقتصادي والاجتماعي للحادث

وبصفته خبيراً اقتصادياً، لفت محمود إلى أن مثل هذه الحوادث، بجانب أبعادها الإنسانية، تحمل آثاراً اقتصادية واجتماعية، قائلاً:

> “الإسكندرية عروس البحر المتوسط وواجهة سياحية عالمية، وأي حادث على شواطئها قد يترك أثراً سلبياً على سمعتها. لذلك فإن الاستثمار في الأمن والسلامة، وتوفير الرقابة والتوعية، ليس رفاهية بل ضرورة وطنية تعكس قوة الدولة وتُطمئن السائح والمواطن في آن واحد”.

 

وأكد أن الحفاظ على أرواح الشباب هو الاستثمار الحقيقي للمستقبل، لأنهم يمثلون ثروة مصر البشرية، وعليهم تُبنى خطط التنمية التي يقودها الرئيس السيسي، وتترجمها الحكومة من خلال مشروعات قومية عملاقة تمتد من سيناء حتى الصعيد.

تعميق ثقافة الوعي والمسؤولية

اختتم المهندس إيهاب محمود حديثه برسالة أمل، قائلاً:

“مصر دولة قوية، وأبناؤها أقوياء. الحادث مؤلم، لكنه يجب أن يكون بداية لتكريس ثقافة الانضباط والالتزام، فالقانون ليس قيداً على الحرية، بل هو الضمان الحقيقي للحياة. علينا جميعاً – أسراً، مدارس، جامعات، ومسؤولين – أن نتحمل مسؤولياتنا، وأن نعمل بروح الفريق، لأن حماية حياة المواطن هي أساس بناء وطن عظيم”.

 

 

خلاصة

حادث «أبوتلات» كان اختباراً جديداً لقدرة الدولة على مواجهة الأزمات، فجاء الرد سريعاً وحاسماً من الوزارات المعنية، ليؤكد أن مصر تمضي بثبات في حماية أبنائها. وبين الدموع والحزن، برز صوت وطني مسؤول كصوت المهندس إيهاب محمود، الذي وضع إصبعه على جوهر القضية: أن حماية أرواح المصريين ليست مسؤولية جهة واحدة، بل هي واجب وطني جماعي، يمثل ركيزة أساسية في مسيرة الجمهورية الجديدة.