اقتصادي : حكومات العالم تتعامل مع البيتكوين كـ”ذهب رقمي” لتعزيز الاحتياطيات

قال الدكتور عبد الرحمن طه خبير الاقتصاد الرقمي إن البيانات الصادرة حتى 31 يوليو 2025 تكشف عن سباق عالمي متصاعد بين الحكومات لتكديس البيتكوين ضمن احتياطاتها، في مؤشر واضح على تحول العملة الرقمية الأولى إلى أصل استراتيجي شبيه بالذهب في السياسة النقدية الدولية.
وأشار طه إلى أن الولايات المتحدة تتصدر القائمة بحيازة نحو 198,022 بيتكوين بقيمة 23.5 مليار دولار، تليها الصين بـ 190,000 بيتكوين بقيمة 22.5 مليار دولار، فيما جاءت بريطانيا في المركز الثالث بـ 61,245 بيتكوين (7.3 مليار دولار).
وأكد طه أن دولاً مثل أوكرانيا (46,351 بيتكوين / 5.5 مليار دولار) وكوريا الشمالية (13,562 بيتكوين / 1.6 مليار دولار) والسلفادور (6,257 بيتكوين / 0.74 مليار دولار) تعكس كيف أن البيتكوين أصبح أداة بيد دول كبرى وصغرى على السواء، سواء لتعزيز الاحتياطيات أو للتحايل على العقوبات أو لتنويع مصادر التمويل.
وألمح طه إلى أن دخول حكومات مثل اليونان وبوتان على خط تكديس البيتكوين يؤكد أن الأمر لم يعد مقتصراً على الاقتصادات الكبرى، بل تحول إلى اتجاه عالمي مدفوع بارتفاع أسعار البيتكوين التي تخطت 118,000 دولار، ما يجعل الأصل الرقمي منافساً مباشراً للذهب والسندات الأمريكية كأداة لحفظ القيمة.
وأضاف طه أن هذا التوجه يحمل أبعاداً جيوسياسية، حيث يمكن أن يعزز من استقلال بعض الاقتصادات عن النظام المالي التقليدي الذي يهيمن عليه الدولار، موضحاً أن امتلاك البيتكوين يمنح الدول أداة سيادية جديدة لإدارة الأزمات المالية أو مواجهة الضغوط الغربية.
لكن طه حذر في الوقت نفسه من أن تكديس البيتكوين يحمل مخاطر واضحة، أبرزها التقلبات الحادة في الأسعار التي قد تؤدي إلى خسائر مفاجئة في قيمة الاحتياطيات، بالإضافة إلى غياب إطار تنظيمي عالمي موحّد يحكم التعامل بهذه الأصول، مما يترك الدول عرضة لاضطرابات السوق أو هجمات سيبرانية قد تستهدف المحافظ الرقمية.
واختتم طه تصريحه بالتأكيد على أن تكديس الحكومات للبيتكوين لم يعد مجرد تجربة، بل ملمح من ملامح النظام المالي العالمي القادم، لكنه يبقى مساراً مزدوجاً يجمع بين فرص استراتيجية كبيرة من جهة ومخاطر تقلب وعدم استقرار من جهة أخرى.