عودة آلاف الفلسطينيين إلى منازلهم المدمرة بعد بدء الانسحاب الإسرائيلي


تمثل الساعات الأولى من صباح الجمعة نقطة تحول في مسار الأحداث داخل القطاع، مع بدء تنفيذ اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” بعد عامين من الحرب.
وانطلقت قوافل المدنيين نحو مدينة غزة ومخيمات الجنوب في مشهد امتزجت فيه مشاعر الفقد بالأمل، عقب إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها النهائية على الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بوساطة أمريكية ودولية، تمهيدًا لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين.
تفاصيل الاتفاق والمرحلة الأولى من التموضع العسكري
أكد الجيش الإسرائيلي دخول وقف القتال حيز التنفيذ عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي، موضحًا أن المرحلة الأولى تتضمن انسحاب القوات من بعض المناطق الحضرية مع استمرار السيطرة على أجزاء أخرى.
وأشار المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى أن الخطوة تمثل بداية عملية الإفراج المتبادل، حيث من المقرر أن تطلق حماس سراح عشرين إسرائيليًا خلال 72 ساعة، مقابل إفراج إسرائيل عن 250 أسيرًا فلسطينيًا، إضافة إلى 1700 آخرين اعتُقلوا خلال الحرب.
وبدأت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية دخول القطاع، حاملة مواد غذائية وطبية لتخفيف معاناة السكان الذين يقيم عدد كبير منهم في خيام مؤقتة منذ اندلاع المواجهات.
مشاهد المدنيين وسط الركام
في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، عبّر بعض السكان عن مشاعر متناقضة بين الحزن والأمل، حيث قال أحد العائدين:
“الحمد لله البيت ما زال قائمًا، لكن الحي كله دمار، مربعات سكنية كاملة اختفت.”
وفي وسط القطاع، قال مهدي ساق الله:
“الفرحة بالعودة رغم الدمار لا توصف، سنتان من النزوح انتهتا بفرصة أخيرة للوقوف على أنقاض منازلنا.”
مواقف الأطراف وضمانات إنهاء الحرب
أكد خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحركة تلقت ضمانات من الإدارة الأمريكية والوسطاء الدوليين تؤكد انتهاء الحرب، معتبرًا تنفيذ الهدنة بداية جديدة للمنطقة.
في المقابل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن قوات بلاده ستبقى في بعض المناطق لضمان نزع سلاح حماس بالكامل، مؤكدًا أن ذلك سيتم “بالطرق السهلة أو الصعبة”.
عقبات أمام التنفيذ الكامل
رغم التفاؤل الحذر، تبقى بعض البنود قيد النقاش، من بينها القائمة النهائية للأسرى الفلسطينيين وآلية إدارة غزة بعد الحرب.
كما رجّح مراقبون بروز خلافات داخل الائتلاف الإسرائيلي بشأن التفاهم الأخير، في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه زيارة المنطقة لحضور مراسم التوقيع في القاهرة بدعوة رسمية من السلطات المصرية والإسرائيلية.
انتشار أمني فلسطيني في المناطق المُخلاة
أكدت وزارة الداخلية في القطاع بدء انتشار عناصر الشرطة في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، للمساهمة في حفظ الأمن ومساعدة السكان، مع التشديد على حماية الممتلكات العامة والخاصة وسط الظروف الإنسانية الصعبة.
Powered by WPeMatico