حسن الخباز

مدير جريدة الجريدة بوان كوم

 

وأخيرا ، تنفس اهل الرشيدية الصعداء بعد تخلصهم من سفاح اولاد شاكر الذي أذاقهم الامرين لما يقارب الشهرين من الزمان . وقد تمكنوا من القبض عليه بعد خطة محكمة أعدها شباب المنطقة ونفذوها بإحكام .

فقد بحثوا في المنطقة شبرا شبرا وقاموا بتمشيطها بشكل كامل ، و عثروا على الكهف الذي يأويه بقصر اولاد عيسى والذي به حاجياته الخاصة ، وبعد نشر خبر البحث عنه ، توصلوا بخبر وجوده بدوار اولاد شاكر عند أحد أقربائه بالقصر .

بعد ذلك حاصروا البيت الذي يحتمي فيه المجرم و قبضوا عليه و سلموه لرجال الدرك ، سلموه مجروح الرأس بعد مقاومته لهم ومحاولته الفرار ، لكنهم تمكنوا من شل حركته والسيطرة عليه .

عمت فرحة عارمة بعد التمكن من وضع حد لهذا الكابوس الذي قض مضجع الساكنة لأزيد من أربعين يوما ، حيث اعتدى على نسائها في الضيعات وفي قلب البيوت ، فضلا عن اشتباه تورطه في جريمة قتل ، بعدما سبق له ان سجن لسنوات على خلفية جريمة قتل أخرى …

المجرم المطاح به مبحوث عنه على ذمة عدة قضايا وشكاوى قضائية سابقة ويواجه تهما عديدة من سكان الرشيدية على وجه الخصوص ، بعد تماديه في الاعتداء على نساء المنطقة .

لا حديث حاليا بالرشيدية إلا عن خبر إلقاء القبض عليه والتخلص منه بعد اسابيع من الخوف والقلق الذي سببه لأهل المنطقة باعتداءاته المتكررة . والكل مفتخر بشباب المنطقة الذين قاموا بدور بطولي و جبار ، وتمكنوا بانفسهم من وضع حد لإجرام سفاح الرشيدية الذي كان يعيث فسادا بالمنطقة ويحول ليلها إلى نهار طويل .

خطوة رائعة تلك التي قام بها شباب هذه المنطقة القروية الفيلالية بعد إصرارهم على القبض عليه وتمشيطهم للمنطقة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، ولم يتوقفوا عن تحقيق هدفهم حتى حققوه ، وحققوا معه ما عجز عنه الأمن بالمنطقة .

بهذا الإنجاز العظيم، تعود الطمأنينة لنفوس المواطنين، والكرة الآن بملعب القضاء الذي يجب يردع هذا المجرم الذي قض مضجع منطقة باكملها وحول ليلها إلى نهار .

حبذا لو كان كل الشباب المغربي بهذا الحماس ، ليقوموا بمثل ما قام به شباب اهل شاكر الأبطال و يساعدوا الامن في الإطاحة بكل المبحوث عنهم لينالوا عقابهم ويتخلص المواطنين من أذاهم وشرهم المتواصل .

لقد عبر السكان عن فرحة عارمة وعمت موكب تسليمه للدرك زغاريد ، وصفقوا للشباب على مبادرتهم البطولية ، كما ارتاح الدرك من هذا العبء الذي طالما شكل كابوسا بالنسبة لهم مادام المجرم حرا طليقا .

ما فعله الشباب بالرشيدية ليس غريبا على أهل الصحراء الابطال ، وليست هذه المرة الاولى التي يقوم بها رجال تافيلالت بمثل هذه المبادرات ، إنما سبقتها عزوات سابقة اطاحوا من خلالها بمجرمين دخلاء على المجتمع الصحراوي .

بانتظار توسع رقعة هذه المبادرة لتشمل كل ربوع المملكة الحبيبة ، كل التصفيق لهؤلاء الشباب الذين قاموا بدور جبار بفضل قوة إرادتهم وعزمهم وإصرارهم على التخلص نهائيا من كابوس حول ليلهم إلى نهار لكنهم في الأخير قرروا الخروج عن صمتهم وتمكنوا بالفعل من تحقيق هدفهم .