
قال الدكتور عبدالرحمن طه، خبير الاقتصاد الرقمي، أن العالمية الاقتصادية جعلت شركة هواوي الصينية تستعد لإطلاق شحنات كبيرة من شريحتها المتقدمة للذكاء الاصطناعي “910سي” في السوق المحلية خلال الفترة المقبلة، مع توقع بدء الشحنات الشهر القادم، ما يعكس تقدمًا مهمًا في قطاع رقائق الذكاء الاصطناعي المحلي.
وأشار طه إلى أن الشريحة الجديدة تمثل تطورًا معماريًا ملحوظًا وليست مجرد طفرة تكنولوجية، حيث توفر ضعف قوة الحوسبة وسعة الذاكرة مقارنة بشريحة “910بي” السابقة، مما يعزز قدرات الشركات الصينية في مواجهة القيود الأمريكية على تصدير شرائح “إنفيديا” المتقدمة مثل “إتش20″ و”إتش100”.
ولمّح طه إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد الحرب العالمية الاقتصادية ومنها القيود الأمريكية التي تمنع بكين من شراء أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة، ما فتح المجال أمام هواوي وشركات صينية ناشئة لتعزيز حضورها في سوق كانت تهيمن عليها شركات أجنبية.
وأوضح طه أن تسليم هواوي بعض الشحنات بالفعل وتوزيع عينات من الشريحة على شركات التكنولوجيا يؤكد جاهزية الشركة لتلبية الطلب المتزايد، مؤكداً أن هذا التطور يعكس قدرة الصين على تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد طه أن استمرار واشنطن في فرض القيود على تصدير الشرائح المتقدمة إلى الصين يشكل حافزًا قويًا للصين لتطوير تقنياتها المحلية، مما يعزز المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي ويعيد تشكيل موازين القوى التكنولوجية.
في الختام، أكد طه أن إطلاق شريحة “910سي” من هواوي يمثل خطوة استراتيجية مهمة تدعم الطموحات الصينية في تحقيق استقلال تكنولوجي وتعزيز مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.