أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي ترعاها الدولة المصرية، تمثل خطوة محورية نحو حقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يتعرضون على مدار عامين لحرب إبادة جماعية بشعة، تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط صمت دولي مريب، يكشف بوضوح ازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الإنسانية وحقوق الإنسان، لافتًا إلى أن الاحتلال يسعى لزيادة الحصار باتباع سياسات التجويع والتدمير الممنهج وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة.

وأضاف “عمار”، بأن ما يحدث في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكًا صارخًا لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف. مشيرًا إلى أن استمرار المجتمع الدولي في غض الطرف عن تلك الانتهاكات، يعكس تواطؤًا غير مباشر مع آلة القتل الإسرائيلية، التي لم تتورع عن استهداف الأطفال والنساء والمستشفيات ومخيمات اللاجئين، مؤكداً على أن رعاية مصر لهذه المفاوضات جاء تتويجًا لتحركات دبلوماسية مكثفة قادتها القاهرة خلال الشهور الماضية، بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بهدف دفع المسار السلمي والتوصل إلى تهدئة حقيقية تضع حدًا لمعاناة الفلسطينيين، وتعيد إحياء الأمل في استئناف عملية السلام على أسس عادلة ومتوازنة.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن تلك الجهود تأتي في إطار الدور التاريخي والثابت لمصر كقوة سلام إقليمية، تحافظ على استقرار المنطقة وتعمل من أجل حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يقوم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن تعنت الجانب الإسرائيلي ورفضه المتكرر لكل الدعوات الإنسانية والسياسية لوقف إطلاق النار، يؤكد أنه كيان لا يعرف سوى منطق القوة والدمار، ويمتلك تاريخًا طويلًا من الجرائم والانتهاكات التي تتنافى مع القانون الدولي الإنساني.

وأوضح النائب حسن عمار، أن مصر، بحكمتها ورصانتها السياسية، نجحت في فضح تلك الممارسات الإسرائيلية أمام المحافل الدولية، وهو ما ساهم في تغيير الرأي العام العالمي تجاه تل أبيب، ودفع العديد من الدول الأوروبية إلى الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة تمثل انتصارًا سياسيًا وإنسانيًا كبيرًا للقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن مصر ستظل الداعم الأول للقضية الفلسطينية، والمظلة العربية الحامية لحقوق الشعب الفلسطيني، حتى يتحقق حلمه المشروع في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة.