عاجل| من هي ماريا كورينا ماتشادو التي مُنحت جائزة نوبل للسلام 2025؟.. شخصية مثيرة للجدل


مُنحت جائزة نوبل للسلام 2025 إلى الفنزويلية “ماريا كورينا ماتشادو”، وهي نائبة في الجمعية الوطنية الفنزويلية سابقا، بسبب جهودها في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب بلادها، فهي من أبرز قادة الرأي، وبالتالي إحدى القيادات للحركة الديمقراطية في فنزويلا.
يأتي هذا في وقت لم يتوانى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الإعلان برغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام هذا العام بسبب ما تبناه مؤخرا من مبادرات لإيقاف الحرب في قطاع غزة، لكن لم يكن مُرجحا له الحصول عليها في هذه النسخة بسبب إجراءات الترشيح.
وتعتبر ماريا كورينا ماتشادو من أبرز القادة المناضلين من أجل انتخابات حرة وحكومة تمثيلية في فنزويلا، وفيما يلي نبذة مختصرة عنها.

ماريا ماتشادو
وُلدت بالعاصمة الفنزويلية “كاراكاس” في 7 أكتوبر من عام 1976، وكانت متدربة في مجال الهندسة الصناعية قبل دخولها إلى ميدان السياسة في عام 2002.
- قامت بتأسيس منظمة “سوماتِه”، وهي منظمة تطوعية تهتم بالحقوق السياسية ومراقبة الانتخابات في بلادها.
- ترشحت للرئاسة الفنزويلية كمعارضة في انتخابات 2024، لكن نظام مادورو منعها من الترشح، مما اضطرها إلى تقديم الدعم إلى حزب إدموندو غونزاليس أوروتا.
- لجنة نوبل للسلام أشادت بماتشادو لنجاحها في تكوين مجموعة ساهمت في التأكد من توثيق النتائج النهائية للانتخابات قبل أن يتمكن النظام الحاكم من التخلص من بطاقات الاقتراع والكذب بشأن النتيجة التي أعلنت رسميا.
وقالت منظمة “فريدوم هاوس” الغير حكومية بالولايات المتحدة الأمريكية، أن المؤسسات الديمقراطية في فنزويلا تدهورت منذ عام 1999، وازدادت الأوضاع سوءًا بشكل عام في السنوات الأخيرة، بسبب الاستبداد والقمع الذي فرضته حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
لجنة “نوبل” النرويجية، قالت أنها منحتها الجائزة لعملها الدؤوب في تعزيز الحقوق الديمقراطية لشعب فنزويلا ونضالها من أجل تحقيق انتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية.
الحياة الأسرية والعملية لماريا
انحدرت ماريا ماتشادو من عائلة ميسورة الحال، فهي من أبرز عائلات فنزويلا العاملة في قطاع المعادن، وكانت بيئتها مرفهة سمحت لها بفرصة التعليم في مؤسسات خاصة مرموقة، وتخرجت من جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية عام 1989، وبعد ذلك اتجهت إلى التخصص في المال والأعمال بمعهد الدراسات العليا.
وقبل انخراطها في عالم السياسة، نجحت في بناء مسيرة مهنية متميزة، ساعدتها في تشكيل رؤيتها السياسية والاقتصادية، مما أسهم بعد ذلك في دفاعها عن السوق الحرة.
وساهم عملها الناجح كسيدة أعمال في تعرفها على رجل الأعمال “ريكاردو سوسا برانجر” بين عامي 1990 و 2001، وتزوجت به وأنجبت منه ثلاثة أبناء هما (آنا كورينا، ريكاردو، وهينريكه)، ثم بعد ذلك ارتبطت بالمحامي الفنزويلي جيراردو فرنادنديز، ولكنها فضلت أن تكون حياتها الخاصة بعيدة عن الأضواء لانخراطها الدائم في العمل بالسياسة.
أبناؤها الثلاثة، ونظرا للتوترات الأمنية والمخاطر التي قد يتعرضون لها بسبب العمل السياسي المعارض لوالدتهم، يعيشون خارج فنزويلا، إلا أنها تؤكد كثيرا في تصريحاتها الإعلامية على متانة علاقتها بأبنائها الثلاثة على الرغم من بُعد المسافة.

إثارتها للجدل وحصولها على نوبل للسلام
تعتبر ماريا ماتشادو التي حصلت على جائزة نوبل للسلام، شخصية مُثيرة للجدل فعلا داخل فنزويلا، فعلى الرغم من أنها تعتبر بالنسبة للمؤيدين لها رمزًا للمقاومة في وجه الدكتاتورية وقائدة لا تخشى التضحيات من أجل مبادئها الديمقراطية، إلا أنه هناك معارضين لها يرون أنها تمثل صوت النخبة الاقتصادية البعيدة كل البعد عن المواطن الفنزويلي المهموم بأمور حياته المادية.
لكن على الرغم من كل ذلك، إلا أنه لا يمكن إنكار قدرتها على الدفاع عن مبادئها المعارضة في أقسى الظروف، وصمودها أمام الاضطهاد الحكومي، وأتت جائزة نوبل للسلام عام 2025 لترسخ الاعتراف الدولي والمحلي بمسيرتها من أجل الديمقراطية في ظل الأوضاع القاسية.
بدايات نشاطها المدني ومعارضتها البرلمانية
كان عام 2002 يشكل مرحلة محورية في حياة “ماريا كورينا ماتشادو”، ففي ظل الأزمة السياسية التي عاشتها فنزويلا تحت حكم هوغو تشافيز، نجحت في تأسيس منظمة “سوماتهِ (Súmate)”، والتي تحولت بعد ذلك بفضل الجهود المستمرة إلى فاعل قوي في الدفاع عن حق التصويت وتعزيز المشاركة المدنية، وخاصة في الاستفتاء الخاص بسحب الثقة من الرئيس والنظام.
ففي عام 2004، نظمت “سوماتهِ” حملة لجمع التوقيعات من أجل التمهيد لعمل استفتاء شعبي لسحب الثقة من تشافيز، وتلك الخطوة جعلت ماتشادو في واجهة المشهد الوطني آنذاك، واتهمت من قبل تشافيز ونظامه بأنها تحصل على تمويل من الخارج وتتآمر ضد الدولة، وهو ما نفته ماريا ماتشادو مرارا.
الرحلة البرلمانية عام 2010 وتأسيس حزب سياسي
وفي شهر سبتمبر 2010، تم انتخاب ماريا كورينا ماتشادو نائبة في الجمعية الوطنية، بعد الحوصل على أكبر عدد من الأصوات بفارق كبير غير مسبوق مقارنة بأي مرشح آخر في هذه الانتخابات، وتميز خطابها البرلماني بالقوة والحدة ضد النظام، وهذا جعلها أبرز وجوه المعارضة في ذلك الحين.

وفي عام 2013، أسست ماريا حزب “فنتي فنزويلا” (هي فنزويلا)، وهو عبارة عن تنظيم ليبرالي، أصبح بعد ذلك منصة أساسية للعمل السياسي، ومن هنا بدأت في تعزيز قوتها وتواجدها بين صفوف القيادات المعارضة في فنزويلا، خاصة أولئك الذين يرفضون الحوار مع نظام “نيكولاس مادورو”.
وتستند منهجيتها على رفض الاشتراكية، وهو ما جعلها تنال إعجاب واسع وأيضا انتقادات حادة لصلابتها وتشددها في نموذج الاقتصاد الحر المطلق.
Powered by WPeMatico