ads
مدير التحرير: نوران الرجال / رئيس التحرير:د لمياء الاصمعي/ المشرف العام: هدى الشحات

وثيقة سلام غزة تُولد من شرم الشيخ

تتجه الأنظار إلى مدينة شرم الشيخ المصرية التي تحولت إلى مركز دبلوماسي عالمي، حيث تستضيف قمة حاسمة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعددًا من القادة الإقليميين والدوليين، بهدف وضع اللمسات الأخيرة على وثيقة سلام شاملة تنهي عامين من الحرب المدمرة على غزة.

تأتي هذه المفاوضات في وقت بالغ الحساسية بعد فشل خمس جولات سابقة للوساطة الدولية، وانهيار أكثر من ثلاث صفقات لوقف إطلاق النار بسبب الخلافات حول تبادل الأسرى وترتيبات ما بعد الحرب. ومع تصاعد الضغوط الإنسانية وتفاقم أوضاع اللاجئين في رفح، اكتسبت قمة شرم الشيخ طابعًا مصيريًا بوصفها “الفرصة الأخيرة” لإنقاذ ما تبقى من أمل في الحل السياسي.

وثيقة السلام المنتظر توقيعها خلال الأيام المقبلة تتضمن أربعة محاور رئيسية: وقف دائم لإطلاق النار، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، إعادة إعمار بإشراف دولي، وضمانات أمريكية مصرية لتنفيذ البنود. كما تشمل خطة لإعادة توطين النازحين، وإطلاق سراح الأسرى على مراحل، مقابل التزامات أمنية متبادلة تضمن استقرار الحدود ومنع تجدد المواجهات.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن مصر لعبت دورًا حاسمًا في تقريب وجهات النظر، بعد اتصالات مكثفة أجراها الرئيس السيسي مع كل من ترامب والأمين العام للأمم المتحدة، إضافة إلى وساطات عربية من الأردن وقطر والسعودية.

الوثيقة الجديدة تمثل تحوّلًا استراتيجيًا في مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، إذ تعيد لمصر مكانتها كقوة إقليمية راعية للسلام، وتمنح الولايات المتحدة نافذة لإعادة ترميم صورتها كوسيط بعد سنوات من الجمود. في المقابل، يرى مراقبون أن نجاح هذه الوثيقة يعتمد على مدى التزام الطرفين بالضمانات العملية، وليس فقط التواقيع الرسمية.

وفي الوقت الذي ما زالت فيه أصوات القصف تتراجع تدريجيًا على حدود غزة، يعلو صوت الدبلوماسية من شواطئ شرم الشيخ. العالم يترقب لحظة التوقيع على “وثيقة السلام”، التي قد تُعيد رسم خرائط الشرق الأوسط، وتفتح صفحة جديدة عنوانها “نهاية الحرب.. وبداية الحساب مع المستقبل.”

 

Powered by WPeMatico

ads

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى