العميل 1001.. البطل المصري الذي زرعته المخابرات في قلب إسرائيل ودفع حياته ثمناً لحب الوطن


في واحدة من أعظم قصص البطولة والفداء في تاريخ المخابرات المصرية، يبرز اسم عمرو طلبة — أو كما عُرف داخل إسرائيل باسم موشي ليفي — كأحد الأبطال الذين سطروا بدمائهم ملحمة وطنية خالدة في سجل الشرف المصري.
بدأت قصة عمرو طلبة عام 1969، حين تمكنت المخابرات المصرية من زرعه داخل المجتمع الإسرائيلي بعد أن ادعى أنه يهودي مصري هاجر إلى تل أبيب.
وبذكائه ودهائه، استطاع التغلغل داخل الطبقة الراقية هناك بمساعدة سيدة إسرائيلية مسنة أحبته ووفرت له غطاءً اجتماعي ومادي، بل حمتْه من الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال.
لكن رؤية المخابرات المصرية كانت أعمق؛ إذ رأت أن وجوده داخل الجيش الإسرائيلي سيكون أكثر فاعلية لخدمة الوطن.
وبناءً على توجيهات المخابرات، تظاهر عمرو بطلب الارتباط بفتاة إسرائيلية شابة لإثارة غيرة العجوز التي كانت تحميه، وبالفعل دفعتها غيرتها إلى استخدام نفوذها لإلحاقه بالجيش ضمن وحدات خط بارليف في سيناء.
هناك بدأ البطل المصري في إرسال معلومات في غاية الخطورة إلى القاهرة، تتعلق بتحصينات الخط وتوزيع القوات الإسرائيلية ومخازن الذخيرة.
وفي السادس من أكتوبر عام 1973، وقبل لحظات من اندلاع حرب أكتوبر المجيدة، تلقى عمرو طلبة إشارة عاجلة من المخابرات المصرية تطالبه بمغادرة موقعه إلى منطقة آمنة، بعد أن تقرر قصف النقطة التي يخدم بها بالطائرات والمدفعية المصرية.
لكنه رفض تنفيذ الأوامر، مؤكدًا أنه سيواصل أداء واجبه حتى آخر لحظة.
وظل طوال ساعات المعركة يرسل الإحداثيات الدقيقة عبر جهازه اللاسلكي حتى لحظة استشهاده، بعدما أصابت الغارة الجوية المصرية الموقع الذي كان فيه.
وبعد عبور القوات المصرية لخط بارليف، وصلت طائرة عسكرية إلى الموقع للبحث بين الجثث الإسرائيلية عن وجه مصري مألوف.
وهناك، بين الأنقاض، عُثر على جثمان البطل عمرو طلبة — العميل رقم 1001 — فتم لفه بعلم مصر ونُقل إلى القاهرة حيث دُفن في تراب وطنه الذي ضحى من أجله.
قصة عمرو طلبة خلدها التاريخ، وجسدها الفنان مصطفى شعبان في مسلسل “العميل 1001”، لتبقى واحدة من أبرز قصص البطولة التي تُجسّد معنى الانتماء والتضحية.
بطل عاش وسط العدو، وواجه الموت بصمت وكرامة، ليكتب بدمه فصلاً مضيئًا في سجل المخابرات المصرية وحكاية وطن لا ينسى أبناءه الأوفياء.
Powered by WPeMatico