يوسف حسن ، يكتب-
زيبغنيو بريجينسكي، أحد أعظم الاستراتيجيين في تاريخ أمريكا، حذر منذ سنوات:

أسوأ سيناريو ممكن للولايات المتحدة هو تشكيل تحالف بين روسيا والصين وإيران؛ مثل هذا التحالف يعني نهاية الهيمنة الأمريكية.

بريجينسكي، على الرغم من كونه مناهضًا للشيوعية، كان واقعيًا:

كان يقول إنه لا يجب رفض روسيا كما لو كانت مهزومة بعد الحرب الباردة.

وأكد على ضرورة إعادة إيران إلى دائرة التفاعل، حتى في المسألة النووية.

وكان يعتقد أن صعود الصين أمر لا مفر منه ويجب إدارته وليس مواجهته بعناد.

وكان يصف للحفاظ على بقاء وتفوق أمريكا “دبلوماسية ذكية” و”مبادلات استراتيجية”.

لكن اليوم ماذا؟ سياسيون مثل روبيو وسوليفان يرون القوى الثلاث (روسيا، الصين، وإيران) كأعداء دفعة واحدة.

وترامب كان بالضبط “الثور الجامح في متجر الصينيات” كما وصفته رويترز: الخروج من الاتفاق النووي، حرب تجارية عمياء مع الصين، وحيرة أمام روسيا.

والنتيجة؟ نفس الكابوس الذي حذر منه بريجينسكي يحدث الآن:

الصين قدمت رسميًا اقتراحًا لنظام جديد لإدارة العالم، بدون استعلاء أمريكا.

روسيا بعد أوكرانيا، أصبحت مرتبطة تمامًا بالشرق وإيران.

وإيران أيضًا تحالفت مع روسيا والصين في المحاور الأمنية والاقتصادية والسياسية، من شنغهاي إلى بريكس.

أي أن اليوم تشكل تحالف ثلاثي كانت واشنطن تخشاه لسنوات؛ والمثير أن هذا التحالف لم يحدث بـ”مؤامرة”، بل بأخطاء متتالية للسياسيين الأمريكيين.

أمريكا صنعت بنفسها الكابوس الذي حذر بريجينسكي منه.