
بقلم : الصحافي حسن الخباز
مدير جريدة الجريدة بوان كوم
في البداية تعاطف معه المغاربة ، سيما وأنه اعتصم للمطالبة بالتحقيق في مقتل والده ، وقد اختار خزان ماء مرتفع ليعتصم به لأيام وليعرف بقضيته . وبعد حضور السلطات المحلية وتجمهر عدد غفير من المواطنين بعين المكان فضلا عن وسائل الإعلام التي بثت فيديوهات على المباشر .
لكنه للأسف صدم متابعي قضيته وفقد تعاطفهم معه بعدما هاجم عنصر للوقاية المدنية الذي صعد ليسعغه ويزوده بالاكل والشراب ، فقد حقد عليه المغاربة بعدما شرع في توجيه ضربات قوية بقضيب حديدي لكل اطراف الإطفائي الذي لا ذنب له .
انتشر فيديو الهجوم واغلب من شاهده ام يصدق الأمر ، فما كان ليفعل ذلك حتى لو كان مجنونا ، فما بالك وهو عاقل وفي كامل قواه العقلية والجسدية ،لدرجة ان البعض حسب ان الفيديو مشهد من فيلم رعب .
ما فعله بالإطفائي رهيب وبشع جدا ، لدرجة ان اغلب المعلقين طالبوا بأقصى العقوبات في حقه والقصاص منه أمام الملأ مباشرة بعد الوصول إليه وإنزاله من اعلى الخزان المائي الذي اعتصم به لايام متوالية .
الادهى والامر انه بعد محاصرته من القوات الامنية رمى بالشخص الذي اعتدى عليه واحتجزه لساعات باعلى البرج ،بعد ذلك رمى به من أعلى الخزان ، ولولا ان السلطات سبق لها ان جهزت قاعدة الخزان بوسادة مطاطية ممتصة للصدمات محاولة منها لتفادي الأسوأ .
طيلة يوم امس الجمعة على وجه الخصوص ، كان الاهتمام كله منصبا على الاربعيني بوعبيد المعتصم بالخزان المائي باولاد يوسف ، وحضرت وسائل الإعلام من كل انحاء المغرب ، والذين وثقوا الحدث بالصوت والصورة ووضعوا المغاربة في صورة ما يحدث أولا بأول .
كما واكبت الاعتصام لجنة من نشطاء حقوق الانسان ، فضلا عن السلطات بمختلف أنواعها وعائلة المعتصم ، فضلا عن سكان المنطقة والمناطق المجاورة الذين بقوا ثابتين بالمكان لساعات متوالية .
مع انه اعتصم لسبعة عشر يوما إلا ان الاهتمام البالغ بقضيته وصل ذروته يوم امس بالذات ، والذي شهد اهم الاحداث من بينها محاولة انتحاره . فقد ربط عنقه بحبل طويل علقه بأعلى البرج المائي ، وقفز من الأعلى املا في وضع حد لحياته .
لحدود الساعة مازال المعتصم بوعبيد ذو الخمسة وأربعين عاما في العناية المركزة بالمستشفى الجهوي بإقليم بني ملال وقد اصيب بجروح خطيرة خاصة على مستوى العنق .
هذا ، وقد فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقا في الموضوع لمعرفة كل ملابسات هذا الحادث الذي استأثر باهتمام المغاربة عن بكرة أبيهم خاصة بعد احتجاز الإطفائي وتعذيبه والهجوم على الإطفائي الثاني ومنه من صعود البرح الذي يحتضن الخزان المائي .
حالة المعتصم جد خطيرة ، وقد يتم الإعلان في أي لحظة عن وفاته بعدما حاول شنق نفسه كتعبير تصعيدي وربما خوفا من مصيره بعد الاعتقال ، خاصة بعد استنفار كل القوات الأمنية واعتدائه على الإطفائيين ورفضه الحوار مع السلطات المحلية التي وعدت بحل مشكلته .
الذي حير المغاربة فعلا هو عدم استعمال السلطات لمروحية ولوسائل تقنية متطورة كطائرة الدرون على سبيل المثال لا الحصر ، واكتفائها بالوسائل البدائية ، مع الاعتصام دام لسبعة عشر يوما وكان بالإمكان حل المشكل في الدقائق الأولى من الاعتصام .