مذنب ليمون يزيّن سماء أكتوبر قبل مروره قرب الشمس في نوفمبر


يبدو أن شهر أكتوبر الجاري سيكون حافلًا بالمذنبات التي تضيء سماء الليل، ويمكن تصوير بعضها باستخدام معدات خاصة، لكن ليست جميعها تحتاج إلى ذلك؛ فهناك فرصة رائعة لرؤية مذنب بالعين المجردة في نهاية هذا الشهر، وهو مذنب ليمون (C/2025 A6)، الذي تم اكتشافه في يناير من العام الجاري، وقد لفت أنظار المصورين الفلكيين وهواة الفلك حول العالم.
ماهي المذنبات؟
تُعد المذنبات أجسامًا سماوية تتكوّن من نواة جليدية مكوّنة من الغبار والصخور ومواد متجمّدة أخرى مثل ثاني أكسيد الكربون، نشأت مع تكوّن مجموعتنا الشمسية، وتسبح داخلها في مدارات طويلة الأمد تمتد لمئات السنين.
وعند اقترابها من الشمس تبدأ هذه المواد في التبخر، تاركةً خلفها ذيلًا لامعًا يكشف عن وجودها ويجعلها مشهدًا بديعًا يخطف الأبصار.
ولعلّ أشهر المذنبات التي عرفها الإنسان هو مذنب هالي، الذي شوهد بالعين المجردة عام 1986م، ومن المتوقع أن يمرّ مجددًا بالقرب من الأرض عام 2061م.

أفضل فرصة لرؤيه المذنب
يظهر مذنب ليمون حاليًا في اتجاه الشرق بعد منتصف الليل، بالقرب من كوكبة سماوية تُعرف باسم “الدب الأكبر“، إلا أن رؤيته بالعين المجردة ما زالت صعبة إلى حدٍّ ما، إذ تتطلب موقعًا ذا تلوثٍ ضوئي منخفض، بالإضافة إلى استخدام مناظير أو تلسكوبات فلكية.
ومع ذلك، فلن يبدو المذنب بذيله الطويل اللامع كما في الصور، فذلك يتطلّب تقنيات تصوير فلكي متخصصة تقوم بجمع الضوء لفترة زمنية طويلة لتظهر تفاصيله بهذا الوضوح.
يتجه المذنب حاليًا نحو ما يُعرف بـ الحضيض الشمسي، وهي أقرب نقطة له من الشمس، والتي سيصلها في 8 نوفمبر المقبل، على بُعد نحو 79.25 مليون كيلومتر فقط.
وخلال تلك الفترة، سيتعرض المذنب لرياحٍ شمسيةٍ عاتية قد تؤدي إلى تفككه إلى أجزاء صغيرة وإنهاء رحلته، لكن إذا صمد أمام تلك الرياح، فسيبتعد مجددًا ليواصل مداره الطويل حول الشمس.
ومن المتوقع أن تكون أفضل فرصة لرؤية المذنب قبل اقترابه من الشمس، في نهاية شهر أكتوبر الجاري، حيث يُتوقّع أن يصل قدر لمعانه إلى 3، ما يجعل رؤيته من داخل المدن محدودة نسبيًا، لكنها ستزداد وضوحًا كلما ابتعدنا عن أضواء المدن الصاخبة.
Powered by WPeMatico