إنعكاسات إعادة إنتخاب ترامب على العلاقات السياسية والإقتصادية في الشرق الأوسط

فوز ترامب في انتخابات 2024 قد يعكس تغيرات جوهرية في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط. من المتوقع أن يتبنى ترامب سياسة “أمريكا أولاً”، مع التركيز على المصالح الأمريكية وتقليل الانخراط العسكري المباشر. هذا قد يؤدي إلى دعم أقوى لحلفاء محددين مثل إسرائيل وبعض دول الخليج مع تشديد على مكافحة النفوذ الإيراني.

اقتصاديًا، قد يشجع ترامب على زيادة استثمارات الطاقة التقليدية، مما قد ينعكس إيجابياً على اقتصادات النفط في المنطقة. لكن سياسات تجارية حمائية قد تؤثر على الصادرات من الشرق الأوسط لأمريكا، وتحد من تدفق التجارة الحرة.
تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تغيرات عميقة في علاقاتها مع الشرق الأوسط، خاصة من خلال سياسات تميل نحو الواقعية الاقتصادية والتقليل من التدخلات العسكرية المباشرة. إليك نظرة مفصلة على التأثيرات المتوقعة:

1. السياسة الخارجية والأمنية

إيران: يتوقع أن يعيد ترامب نهجه المتشدد تجاه إيران، وربما يعزز العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي، مما يضعف الاتفاق النووي ويزيد التوترات مع طهران. هذه الاستراتيجية قد تروق لبعض دول الخليج وإسرائيل التي تنظر إلى إيران كتهديد رئيسي.

إسرائيل: من المرجح أن يقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل، ربما يتضمن تعزيز مشاريع التطبيع مع دول عربية جديدة، وتوسيع التعاون العسكري والتقني. هذا قد يدفع بعض دول الشرق الأوسط إلى إعادة حساباتها الاستراتيجية.

تخفيف التواجد العسكري: يتوقع أن يعزز سياسات تقليل التواجد الأمريكي المباشر، مما يعني أن حلفاء الولايات المتحدة سيعتمدون أكثر على أنفسهم أو يتطلعون إلى شراكات جديدة للحفاظ على الاستقرار.

2. التأثيرات الاقتصادية

قطاع الطاقة: يشجع ترامب على دعم الصناعات التقليدية، مثل النفط والغاز، مما قد يدعم اقتصادات النفط في دول الخليج. لكن من جهة أخرى، انخفاض اعتماد أمريكا على النفط المستورد قد يُضعف الروابط التجارية مع دول المنطقة.

التجارة والاستثمار: السياسات التجارية الحمائية، إذا تم تبنيها، قد تعرقل تجارة السلع بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط، خاصة المنتجات التي تصدرها المنطقة. قد يتأثر التعاون في مجالات الاستثمار والسياحة بسبب فرض سياسات هجرة صارمة.

إعادة التوازن في آسيا وأفريقيا: سياسات ترامب التي تركز على التنافس مع الصين قد تؤدي إلى تنويع مصادر الاستثمار في الشرق الأوسط، وتوجيه رأس المال نحو مشاريع بنية تحتية جديدة، مما يفتح المجال لتحالفات اقتصادية مع الصين وآسيا ككل.

3. التأثيرات على التحالفات الإقليمية

التقارب مع الصين وروسيا: إذا انسحبت أمريكا جزئيًا من المنطقة، قد يدفع هذا بعض دول الشرق الأوسط للتقارب مع قوى أخرى كالصين وروسيا، من أجل تحقيق التوازن والحفاظ على استقرارها.

التطبيع مع دول عربية: من المرجح أن يشجع ترامب مشاريع التطبيع بين إسرائيل ودول عربية جديدة، مما يعزز من شبكة تحالفاته في المنطقة، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى توتر بين تلك الدول وإيران.

في المجمل، رئاسة ترامب الثانية قد تعيد رسم الخريطة السياسية والاقتصادية للشرق الأوسط مع توجيه دفة السياسة نحو دعم المصالح الأمريكية بشكل أحادي، ما قد ينتج عنه انقسامات جديدة وتغيرات في التحالفات التقليدية.

بقلم أ.د/ وليد فهمي
أستاذ القانون الدولي العام

  • Related Posts

    الحركة الوطنية: البريكس أصبح منصة دولية بديلة تعيد التوازن إلى النظام العالمي ومشاركة مصر يعزز فرص تنويع الشراكات

    أكد الدكتور محمد مجدي، أمين حزب الحركة الوطنية بمحافظة الجيزة، أن مشاركة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء القمة السابعة عشر لتجمع بريكس المقامة في ريو دي جانيرو، يعزز من الشراكة…

    النائب هاني العسال: مشاركة مصر في قمة «بريكس» الـ17 تعزز مكانة الاقتصاد المصري في النظام العالمي الجديد

    أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة مصر في القمة السابعة عشرة لتجمع “بريكس” تمثل خطوة استراتيجية نحو تنويع الشراكات الدولية وتعزيز مكانة مصر في النظام العالمي الجديد،…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *