
نتحدث اليوم مع الدكتورة رشا السلاب، الباحثة الاقتصادية، في حوار خاص حول مفهوم الركود الاقتصادي، وما إذا كان الركود يعتبر نهاية العالم، وما الذي يمكن أن يحدث بعده.
حوار: نوران الرجال
وإليكم نص الحوار:
– هل يتجه العالم نحو أزمة مالية عالمية جديدة؟
— لا، أسوأ شيء قد يحدث هو ركود اقتصادي. قد تظهر أزمة غذاء أو تتصاعد الحروب أو يحدث شيء غير متوقع مثل سقوط نيازك.
– ماذا يعني الركود الاقتصادي؟
— يعني أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي ينخفض ليصبح سالبًا لربعين متتاليين (ثلاثة أشهر تليها ثلاثة أشهر أخرى)، مثلًا، كان النمو في الولايات المتحدة سالبًا في الربع الماضي، وسنرى كيف سيكون الحال في هذا الربع.
– هل الركود الاقتصادي يعني نهاية العالم؟
— لا، لكنه يؤدي إلى زيادة البطالة، وقد تؤدي إلى إغلاق بعض الشركات ونقص السيولة في السوق، وهذا يجعل الجميع يضطرون للتقشف والحد من النفقات.
– وماذا يحدث بعد الركود؟
— عندما تلاحظ الحكومات أن السوق ينكمش والتضخم يبدأ في الاستقرار أو الانخفاض، تلجأ إلى سياسات مالية ونقدية توسعية. تخفض الضرائب ويخفض البنك المركزي أسعار الفائدة وتبدأ الحكومة في زيادة الإنفاق لتحفيز الاقتصاد.
– سمعت عن شيء يسمى الركود التضخمي، ما هو؟
— في الحالة العادية للركود، تنخفض حركة البيع والشراء مما يؤدي إلى ثبات الأسعار أو انخفاضها بسبب ضعف الطلب، الركود التضخمي هو حالة أسوأ حيث يحدث ركود ولكن تستمر الأسعار في الارتفاع لأسباب تتعلق بالعروض المحدودة.
– هل نحن نعيش ركودًا تضخميًا؟
— لا، لم نصل بعد إلى مرحلة الركود. نحن نعيش أزمة تضخم حادة حاليًا.
– لدي أموال الآن، ماذا أفعل بها؟
— لا تخاطر بأموالك في ظل هذا التذبذب الحالي إذا لم تكن خبيرًا أو ملمًا بالمجال. الأفضل أن تحتفظ بها في البنك، أما إذا كنت لديك معرفة وخبرة في التجارة، فحاول الاستفادة منها بشكل آمن.
– هناك من ينصح بشراء الذهب أو الدولار، هل هذا صائب؟
— إذا قدم لك أحد هذه النصيحة، اسأله إن كان يعمل في مجال الاستثمار وإن كان قد اشترى الذهب أو الدولار بالفعل. إذا كانت إجابة أي من هذين السؤالين هي لا، فلا تأخذ بنصيحته.
– هل التركيز على الاقتصاد خطأ؟
— بالعكس، من الجيد أن تهتم بالاقتصاد لأنه يؤثر على وظيفتك ودخلك ومستقبلك ومستقبل أسرتك. إنه بالتأكيد أفضل من متابعة الرياضة فقط.
– ما رأيك في القول الذي ينصح بعدم التركيز وترك ما سيحدث يحدث؟
— لكل شخص أسلوبه في التعامل مع الواقع. لا أفضل هذه الطريقة؛ ففهم الأمور والاستعداد لها أفضل من تجاهلها والاعتماد على ما سيحدث. عليك أن تستعد وتتعلم وتكون واعيًا بالأحداث ولا تتبع أي مصدر بشكل أعمى.