شهد التحول الكبير نحو الحوكمة في مصر مؤخراً تغييراً عميقاً في الإدارة العامة وصنع السياسات، حيث تهدف الحوكمة، التي تشمل مختلف العمليات والنُظم والممارسات التي توجّه العمل الإداري والسياسي، إلى تعزيز الشفافية والمساءلة وزيادة مشاركة المواطنين، أدركت مصر أهمية العمل بممارسات حوكمة فعالة، لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الثقة بين المواطنين والمؤسسات الحكومية.

وفي هذا السياق، تحدثت الدكتورة رشا السيد محمد السلاب، الخبيرة والمحللة الاقتصادية، في تصريحات خاصة لـ ” الجارديان مصر” عن أهمية تطبيق الحوكمة الفعالة وتأثيرها على الاقتصاد، ودورها في تعزيز مفهوم التنمية المستدامة وتأثيره الأوسع.

وأوضحت أن الحوكمة عبارة عن مجموعة مبادئ وأنظمة تهدف إلى ضمان الإدارة الفعالة والشفافة للمؤسسات، سواء كانت حكومية أو خاصة، أما التنمية المستدامة فهي تحقيق التوازن بين الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بحيث نلبي احتياجات الحاضر دون التأثير السلبي على قدرة الأجيال القادمة في تلبية احتياجاتهم المستقبلية.

وفيما يتعلق بتأثير الحوكمة و التنمية المستدامة على الاقتصاد، أضافت أن الحكومة والتنمية المستدامة لها تأثيرات كبيرة على الاقتصاد، فالحوكمة تُسهم في تحقيق الشفافية والمساءلة، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة وتقليل الفساد الإداري، هذا بدوره يجذب المزيد من الاستثمارات ويحقق نمواً اقتصادياً مستداماً.

أما التنمية المستدامة، فهي تركز على الاستخدام الأمثل للموارد لتعزيز رفاهية المجتمع دون الإضرار بالبيئة، ذلك يُساهم في توفير فرص عمل جديدة، وتحسين مستويات المعيشة، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل.

الحوكمة و التنمية المستدامة في مصر

ووضحت بعض النقاط التي من خلالها يمكن تطبيق الحوكمة والتنمية المستدامة في مصر:

1. تعزيز الشفافية من خلال توفير المعلومات للجمهور بشكل واضح وسهل الوصول، وتطوير الرقابة على المؤسسات.
2. إشراك المجتمع المدني والقطاع الخاص في اتخاذ القرارات لضمان تمثيل المصالح المختلفة.
3. الاستثمار في البنية التحتية لدعم المشروعات المستدامة مثل الطاقة المتجددة وإدارة الموارد بفعالية.
4. زيادة الوعي من خلال حملات توعوية وبرامج تعليمية تشرح أهمية الحوكمة والتنمية المستدامة.

ولبدء تطبيق المفاهيم على مستوى الأفراد والمجتمع، فجاءت الخطوات كالتالي:
1. التعلم والوعي عبر حضور ورش عمل ودورات تدريبية حول الحوكمة والتنمية المستدامة.
2. التطوع والمشاركة المجتمعية من خلال الانضمام إلى حملات ومشاريع تدعم البيئة والاستدامة.
3. التواصل مع صانعي القرار لتقديم اقتراحات ومبادرات تركز على تحقيق التنمية المستدامة.
4. تبني ممارسات مستدامة في الحياة اليومية مثل إعادة التدوير وتقليل استهلاك الموارد ودعم المنتجات المحلية.

التطبيق الناجح للحوكمة و التنمية المستدامة

واستكملت الدكتورة رشا السيد محمد السلاب، المحللة والخبيرة الاقتصادية، في تصريحات خاصة لـ ” الجارديان مصر” بأن التطبيق الناجح للحوكمة والتنمية المستدامة يسهم بشكل ملحوظ في تحسين نوعية الحياة في المجتمع:
1. تحقيق اقتصاد أقوى وأكثر استقراراً من خلال رفع كفاءة الإدارة وزيادة الشفافية، مما ينتج عنه المزيد من فرص العمل والنمو المستدام.
2. حماية البيئة الطبيعية والموارد بفضل ممارسات مستدامة أكثر وعياً.
3. مجتمع أكثر عدالة يتيح تمثيلاً أوسع لمصالح جميع الأطراف عبر المشاركة المجتمعية.
4. زيادة الوعي العام حول أهمية هذه المبادئ ونجاحها بمرور الوقت.

مع الوقت والتطبيق التدريجي لهذه الأسس، ستتضح الفوائد الإيجابية للمجتمع بأكمله ولجيل المستقبل.