حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، الاجتماع التحضيري رفيع المستوى للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، المقرر عقده في إسبانيا نهاية يونيو 2025.

أكد الرئيس خلال كلمته أن هناك تحديات متزايدة تواجه البلاد في مجال التنمية والتمويل، مما يتطلب اتخاذ خطوات فعالة وعاجلة للحد من اتساع فجوة التنمية والتمويل.

استهل الرئيس السيسي كلمته بتقديم الشكر للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على دعوته الكريمة، وأشاد بجهود رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وحكومته في التحضير للمؤتمر، مبرزاً التنسيق الوثيق مع سكرتارية الأمم المتحدة لضمان تحقيق النجاح في المؤتمر المزمع عقده بين 30 يونيو و3 يوليو 2025.

تطرق الرئيس إلى الظروف الدولية المضطربة، مشيراً إلى تأثير التوترات الجيوسياسية والأمنية، والإجراءات الأحادية والحمائية، وتراجع العمل نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، ما أدى إلى تفاقم الفجوة التمويلية في السنوات الأخيرة وعرقلة فرص تحقيق تلك الأهداف بحلول عام 2030.

أوضح السيسي أن آثار تغير المناخ والتعديلات الكبيرة في خريطة التجارة الدولية تُفاقم اضطراب الاقتصاد العالمي، ما يترك أثراً مباشراً على اقتصادات الدول النامية ويقوض جهودها في تحقيق النمو والتنمية.

ذكر الرئيس أن مصر التزمت بالتعاون مع المجتمع الدولي منذ 2015 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة كإطار شامل لتحسين حياة الشعوب وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، إلا أن التحديات المرتبطة باتساع فجوة التمويل والتنمية تشكل خطراً حقيقياً على تحقيق أجندة التنمية العالمية بحلول 2030 دون تكثيف الجهود الدولية لسد هذه الفجوة.

أكد الرئيس أن مواجهة هذه المشكلات تستدعي تعزيز التعاون بين الدول والمؤسسات المالية الدولية لوضع آليات تنفيذية ملموسة تضمن تدفق الاستثمارات والموارد لمشاريع التنمية في الدول النامية والفقيرة.

كما شدد السيسي على أهمية التنسيق الدولي للتصدي للتباطؤ الاقتصادي العالمي والحفاظ على النمو الاقتصادي المتوازن، داعياً إلى تشجيع الاستثمار في المشاريع التنموية التي تدعم البنية التحتية وتطوير القطاعات الإنتاجية.

لفت الرئيس إلى أولوية التركيز على مشاريع البنية التحتية في الدول النامية خاصة تلك المتعلقة بالأمن الغذائي والمائي لمواجهة آثار تغير المناخ وضمان استدامة المعيشة للسكان.

اختتم السيسي كلمته بدعوة المجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل، سياسياً ومالياً، للمؤتمر الرابع لتمويل التنمية في إسبانيا، مؤكدا أن مصر ستواصل استخدام دبلوماسيتها الفاعلة لتعزيز التعاون الدولي وتخصيص الموارد الضرورية لتحقيق برامج التنمية المستدامة عالمياً والعمل المشترك مع الشركاء الدوليين لتجاوز التحديات سعياً لتحقيق أهداف التنمية لعام 2030.