أيهما أهم : التحفيز المادي أو المعنوي؟

بقلم/جمعة ونيس

لكلٍّ منا وجهة نظر في هذا الموضوع، فهناك من يُقدم التحفيز المادي وآخر المعنوي، وهناك من يُوازن الدفة بينهما.
ليس صعباً أن تُوجد بيئة تحفيزية لموظفيك في المؤسسة أو حتى في أيّ عملٍ آخر، الأمر منوط بك، إذا أردت الحصول على نتائج أفضل فعليك أن تُقدّر الأشخاص الذين أمامك، لا تقل بأنك تعمل وحدك، هذا لن يكون صحيحاً في عالم التكنولوجيا والمعلومات.
لقد أصبحت المعلومة متاحة لكلِّ طالب، وولّى زمن المدراء الذين يُحبّون الاستبداد والسيطرة، لكن بالطبع لم يُولّي جميع المستبدين في المناصب الإدارية، ما زال هناك أشخاص يُمارسون الإدارة وكأنهم يعيشون في كهفٍ مجهول وبعيد عن العالم، إنّ كلَّ ما تفعله سيظهر على أداء أعمالك أو موظفيك، لذلك ابدأ من الآن – إن لم تكن قد بدأت – بتغيير طريقتك القديمة في إصدار الأوامر للآخرين، لأنك إذا لم تفعل فسيأتي اليوم الذي تعمل فيه لوحدك وستفشل بكلِّ تأكيد عن إنجاز ما تريد.
الموظفين اليوم بحاجة إلى بيئة تُطلق قدراتهم ومواهبهم الكامنة بداخلهم، وتضع بين أيديهم كلُّ الأدوات الممكنة للنجاح، فإذا خذلتهم وتآمرت عليهم بأساليب بالية وغير مُحفزة فإنهم سيذهبون إلى مؤسسات أو مُنظمات أخرى تُقدم لهم ما عجزت أن تُقدمه مؤسستك، إذا كنت غير مستعد للتخلي عن بعض صلاحياتك فإنّ أحداً لن يعمل معك في المستقبل القريب.
هذه البيئة المحفزة أو تفويض الصلاحيات والعمل ضمن فريق هي اللغة التي يجب أن نتعلمها جميعاً لإنجاح أعمالنا في المؤسسة وتحفيز العاملين معنا لبذل أفضل ما لديهم، ومواكبة المنافسة الشديدة التي تتمتع بها أسواق اليوم، يمكن للمدير الناجح أن يفعل ذلك بسهولة، كلُّ ما عليه هو أن يتفهّم احتياجات الآخرين ويُقدم لهم التحفيز المناسب، سواء كانت وسائل التحفيز في شكل عوامل مادية (كالعلاوات والمكافآت والعمولات) أو عوامل شخصية (التقدير والاحترام والإطراء) أو العوامل الاجتماعية (العمل في فريق والقبول لدى الآخرين والثقة).
فأيهما أهم ولماذا لا نقوم بتحفيز العاملين طالما أنّ عملية التحفيز هي الأقل ضرراً والأكثر منفعة بلا شك؟
هنا أود أن أخبرك ببعض الخطوات التي يمكن أن ينعكس فعلها على أعمالك والعاملين معك في المؤسسة، وبالطبع لن يتطلب الأمر أكثر من الوعي بأهميتها وتأثيرها وإيجاد السُبل الكفيلة باستمراريتها.

  1. إثبات الذات : الشخص الذي لا يجد نفسه يقوم بأشياء مفيدة، سرعان ما يتحوّل إلى أحد إثنين : إما أن يبقى معك ويقوم بأداء سيء للأعمال، أو أنه يبحث عن شركة أخرى، وفي الغالب إذا كان من نوعية الأشخاص الطموحين والجادين فإنه سيبحث عن مكانٍ آخر، بينما يبقى معك الشخص الذي لا يهمّه عملك ولا حتى يهمّه أن تنجح فيه، إذا أحجمت عن تفويض العاملين معك فإنك لن تحصد إلا تشتيت الجهود وضياع الإنجاز.
  2. احترام الآخرين : احرص على احترام الآخرين وتقدير جهودهم التي يقومون بها، وهم سيُقدمون لك أفضل ما لديهم، يمكن للاحترام أن يكون أفضل تحفيز للعاملين لو أُحسن توظيفه.
  3. الانتماء : كلُّ شخص يشعر بأنه ينتمي للمكان الذي يعمل به سينعكس ذلك على أدائه الجيد في المؤسسة، حافظ على أن يشعر العاملين معك بثقتك الكبيرة بهم وبامتنانك لوجودهم في مؤسستك.
  4. البقاء : هذا من التحفيز الذي لا يمكنك تجاهله بأيِّ حالٍ من الأحوال، حاجة العاملين معك للإستمرار في العطاء وبذل جلّ طاقتهم للعمل، أوجد لهم الإكتفاء الذاتي من المال الذي يُمكّنهم من البقاء معك.

  • Related Posts

    النائب هاني العسال: مشاركة مصر في قمة «بريكس» الـ17 تعزز مكانة الاقتصاد المصري في النظام العالمي الجديد

    أكد المهندس هاني العسال، عضو مجلس الشيوخ، أن مشاركة مصر في القمة السابعة عشرة لتجمع “بريكس” تمثل خطوة استراتيجية نحو تنويع الشراكات الدولية وتعزيز مكانة مصر في النظام العالمي الجديد،…

    النائب جمال أبو الفتوح: توجه مصر نحو «بريكس» يعكس رؤيتها لمستقبل عالمي أكثر توازنًا وتعددًا في التحالفات

    أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، بأن مشاركة مصر في قمة بريكس السابعة عشرة، تؤكد الدور المحوري الذي تلعبه مصر على الساحة الدولية وتطلعاتها نحو تعزيز التعاون الاقتصادي…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *