#بقلم الصحفي/جمعه ونيس
عندما تدان من جميع المخلوقات وترزخ تحت اعباء كل الاشياء وترمى في الاعماق وتهمل في الزوايا وتحشر في الزواريب حينها تحسب نفسك حجرا صوان يحطم ويكسر ويجزأ رمالا تزروها الرياح ياله من موقف حرك وحداني والهب نفسي سخطا على ابن عاق لا يقدر قيمة والديه تلك النعمة التي وهبها الله اياها ولا يشعر بها الا فاقدها
انظروا ي سادة هذه صورة يشيب لها الطفل ويهرم لها الشباب ويحني لها القلب انكسارا وحزنا والما ركبت معي السيارة المتوحه الى الاسكندرية وكانت تجلس بالمقعد المجاور لي ، انسانة منحنية الجسم ثيابها اشبه برقعة قديمة لا ممزقة ولا مرقعة تقف الهوينى بالسيارة وتترنح بأدعية سرعان ما تكتشف انها تمقت ولدها وتدعو عليه فلما نظرت اليها وقولت لها حسبك ي جدتي اتدعين على ولدك وهو فلذة كبدك قالت لي انا ام ربيت وبنيت وحتى الان اعمل في البساتين أعيل نفسي واقدم المؤونة لبناتي وله وبالرغم من كل هذا يضربني ويهينني طردني من البيت فاتخذت من الحقل مأوى وافترشت التراب واحتضنت الحصى
والملعون المغضوب الذي اغضب عليه ليوم الدين لا يبالي وزرع اولاده الصبيان في المقاهي والبنات في المنازل ليأتوا له بنقود يأخذ المال من تعب البنات وينفقه على زوجته الجديدة ، يأكل اللحم والدجاج ويستقل عليا وعلى زوجته القديمة واولاده رغيف الخبز أي شرع وأي دين يتبع ؟ أين الدولة ؟ لماذا لاتضعه في السجن ؟ ومن الواضح ان تلك العجوز تجهل القوانين الوضعية الا انها تعرف حق المعرفة القوانين الانسانية وصلة الرحم والترابط الاسري ، ربيته وحيدا اعطيته كل ما املك صحتي ومالي وتعبي وعمري وشبابي وهو الأن لا يكتفي بالسخرية مني بل يعمد الى ايذائي وضربي كلما وقعت عيناه عليا فانا لا استطيع الا ان انقده وان ابين له خطأه
الويل له من عذاب جهنم هذا العاق الظالم الفاسد ثم تابعت حديثها والدموع تغرق عيناها ليته مات ليته أعمى ليته اخرس قلبي غضبان عليه الى يوم الدين وانا ذاهبة ابحث ان اولادة من مكان لاخر لاعيدهم الى بيتهم وعلى البنات فحرام ان يعملن في البيوت ووالدهم يدور على حل شعره ياكل ويتزوج وينجب وينام ويأخذ المال من تعب البنات لا ليصرفه على اولاده وانما على شهواته وملذاته فهو كلب مسعور اعاذك الله ي أستاذ لايهدئه شيء ولا يقنع بشيء فليمته الله ويريحني منه
فوالله ما ان عثرت على اولاده حتى احضنهم واعمل واربيهم مع انني مكسورة ضعيفه طاعنه في السن وقبل الوصل الى المكان المقصود طيبت خاطرها ووعدتها بان الله لا يترك حقها ابدا وسيجزيك عما فعلتي وما زلتي تفعلين خير ولما وصلنا ادارت بظهرها بعد ان رمت بحقدها على ولدها وانا اتابعها بعيني وسارت في الطريق تهدج كأنها جمل انحنى هودجه