المريخ يستعد لزوارٍ جدد: إطلاق قريب لمهمة ناسا عبر صاروخ نيو غلين

“الاستكشاف في طبيعتنا. بدأنا كبدوٍ على السهول، ولن نتوقف حتى نصبح بدوًا بين النجوم.” كارل ساغان
منذ فجر التاريخ، نظر الإنسان إلى السماء باعتبارها أكثر من مجرد نقاط بيضاء تزين عتمة الليل، فسعى إلى توظيفها لتكون عونه في أوقات المحن. استخدم النجوم لتحديد الاتجاهات ومواقيت الفيضانات والفصول. وحتى يومنا هذا، ما زلنا نتطلع إلى العودة مجددًا إلى القمر والكواكب المجاورة، طمعًا في اكتشاف خيراتها واستثمار مواردها.
تتنافس كبرى الشركات العالمية اليوم على تطوير مركبات وصواريخ جديدة بتكلفة أقل لنقل المعدات والرواد إلى الفضاء. ومن بين هذه الشركات شركة بلو أوريجن (Blue Origin)، التي تستعد لإطلاق صاروخ جديد نهاية هذا العام يُدعى نيو غلين (New Glenn).
يتجه هذا الصاروخ نحو أحد أكثر الكواكب التي أُرسلت إليها روبوتات وأقمار صناعية، وهو كوكب المريخ. وبفضل الأبحاث المتراكمة، نعلم الآن أن الكوكب الأحمر كان قديمًا شبيهًا بالأرض، إذ كانت تجوبه الأنهار بكثافة، غير أن التغيرات المناخية الحادة والاحتباس الحراري إلى جانب عوامل أخرى أدت في نهاية المطاف إلى جفافه وتحوله إلى صحراء قاحلة.

تبلغ مركبة نيو غلين حوالي 98 مترًا طولًا، وهي مركبة جديدة نسبيًا ظهرت للمرة الأولى في يناير من العام الجاري، وخضعت لرحلة تجريبية هدفها الوصول إلى مدار حول الأرض، وقد نجحت في ذلك بالفعل.
تتميز هذه المركبات بتصميم ذي مرحلتين: المرحلة الأولى تُرسل الحمولة إلى مدار الأرض ثم تنفصل، بينما تتولى المرحلة الثانية توجيه الحمولة إلى وجهتها النهائية.
أما ما يميز نيو غلين حقًا، فهو قدرة المرحلة الأولى على العودة إلى الأرض بسلام، بدلًا من إلقائها في البحر كما كان يحدث سابقًا، مما يتيح استخدامها مرات متعددة ويقلل تكلفة الإطلاق بشكل كبير، وهو ماشاهدناه في مركبات شركة سبيس إكس (SpaceX).

ستحمل المركبة قمرين صناعيين جديدين تابعين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ضمن مهمة أُطلق عليها اسم “المغامرة – ESCAPADE”، حيث سيدور القمران بلو وغولد حول الكوكب الأحمر لدراسة غلافه الجوي.
تأتي هذه المهمة ضمن برنامج ضخم يهدف إلى تمهيد الطريق لإرسال البشر إلى المريخ واستعماره، أملًا في أن يكون ملاذًا آمنًا إذا واجهت الأرض مصيرها المحتوم.
لم تحدد شركة بلو أوريجن موعدًا دقيقًا لإطلاق المهمة بعد، لكن من المتوقع تنفيذها في نهاية هذا الشهر أو الشهر القادم، في سباق جديد نحو المريخ يضعها وجهًا لوجه مع شركة سبيس إكس (SpaceX) التابعة لإيلون ماسك.
Powered by WPeMatico