
قال الدكتور عبدالرحمن طه خبير الاقتصاد الرقمي إن الاقتصاد الفيتنامي يشهد تطوراً مذهلاً خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، مسجلاً أرقاماً قياسية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
أشار طه إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة المحققة في فيتنام ارتفعت بنسبة 8.1% على أساس سنوي لتصل إلى 11.72 مليار دولار أمريكي في الأشهر الستة الأولى من 2025، مما يمثل أعلى مستوى للاستثمار الأجنبي المباشر المحقق خلال فترة ستة أشهر في السنوات الخمس الماضية.
أوضح طه أن التعهدات الاستثمارية الأجنبية، والتي تعتبر مؤشراً على التدفقات المستقبلية، بلغت 21.52 مليار دولار، محققة نمواً بنسبة 32.6% على أساس سنوي. وتصدرت قطاعات التصنيع والمعالجة جذب الاستثمارات الأجنبية بإجمالي 12 مليار دولار، أي ما نسبته 56.6% من إجمالي الاستثمارات، تلاها قطاع العقارات بقيمة 5.17 مليار دولار بنسبة 24%.
ألمح طه إلى أن قطاع العلوم والتكنولوجيا حصل على 1.18 مليار دولار، بينما جذب قطاع إمدادات المياه ومعالجة النفايات 902.9 مليون دولار. وعلى مستوى الدول المستثمرة، حافظت سنغافورة على المركز الأول بقيمة 4.6 مليار دولار، أي 21.4% من إجمالي التدفقات الأجنبية، رغم انخفاض بنسبة 24.8% مقارنة بنفس الفترة من 2024.
من جهة أخرى، لفت طه إلى أن كوريا الجنوبية احتلت المرتبة الثانية بأكثر من 3 مليارات دولار، مشكلة 14.3% من إجمالي الاستثمارات، وهو أكثر من ضعف المبلغ المحقق في العام السابق.
وفيما يتعلق بالميزان التجاري، أوضح طه أن فائض فيتنام التجاري انخفض إلى 2.83 مليار دولار في يونيو 2025، مقارنة بـ 3.2 مليار دولار في نفس الشهر من 2024، حيث نمت الصادرات بنسبة أقل من الواردات، مما يمثل الشهر الرابع على التوالي من تحقيق فائض تجاري.
أشار طه إلى أن الصادرات ارتفعت بنسبة 16.3% على أساس سنوي إلى 39.49 مليار دولار، بينما قفزت الواردات بنسبة 20.2% إلى 36.66 مليار دولار. وفي النصف الأول من 2025، سجلت البلاد فائضاً تجارياً قدره 7.63 مليار دولار، مع نمو الصادرات والواردات بنسبة 14.4% و17.9% على التوالي.
وكما تشير البيانات المتاحة، أوضح طه أن إجمالي شحنات السلع الصناعية المعالجة بلغ 194.28 مليار دولار، مشكلاً 88.4% من إجمالي الصادرات، وتظل الولايات المتحدة أكبر سوق تصدير لفيتنام، حيث وصل حجم التبادل التجاري إلى 70.91 مليار دولار، والذي مثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي لفيتنام في 2024.
ألمح طه إلى أن البلدين وقعا اتفاقية تجارية يوم الأربعاء تفرض بموجبها الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 20% على الواردات من فيتنام، انخفاضاً من 46% المخططة سابقاً.
وبخصوص النمو الاقتصادي، أوضح طه أن الناتج المحلي الإجمالي لفيتنام نما بنسبة 7.96% على أساس سنوي في الربع الثاني من 2025، متسارعاً من نمو بنسبة 6.93% في الربع الأول، مسجلاً أسرع وتيرة نمو منذ الربع الثالث من 2022.
أشار طه إلى أن هذه النتائج تعكس تقدماً صلباً نحو تحقيق هدف هانوي للنمو السنوي البالغ 8% على الأقل. وشهدت جميع القطاعات زيادات أقوى، بما في ذلك الخدمات (8.46% مقابل 7.70% في الربع الأول)، والصناعة والبناء (8.97% مقابل 7.42%)، والزراعة (3.89% مقابل 3.74%).
من جهة أخرى، لفت طه إلى أن التجارة بقيت مرنة رغم التحديات العالمية وارتفاع التعريفات الأمريكية، مع نمو الصادرات والواردات بنسبة 18% و18.8% على التوالي على أساس سنوي.
وفي سياق متصل، أوضح طه أن معدل التضخم السنوي في فيتنام ارتفع إلى 3.57% في يونيو 2025 من 3.24% في الشهر السابق، مسجلاً أعلى مستوى منذ يناير. وتسارع نمو الأسعار للملابس والأحذية والقبعات (1.35% مقابل 1.14% في مايو)، والإسكان ومواد البناء (7.23% مقابل 6.10%).
أشار طه إلى أن التضخم الأساسي، الذي يستبعد البنود المتقلبة، ارتفع إلى 3.46%، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2023، من 3.33% في مايو.
وبشأن السياحة، أوضح طه أن الوافدين الدوليين إلى فيتنام ارتفعوا بنسبة 17.1% على أساس سنوي إلى 1.46 مليون في يونيو 2025، متسارعين من نمو بنسبة 10.5% في مايو. وزاد الزوار الآسيويون بنسبة 13.7%، بقيادة نمو قوي من الصين (27.5%)، وماليزيا (17.7%)، وتايلاند (18.6%)، واليابان (10.2%).
ألمح طه إلى أن الوافدين من الأمريكتين نموا بنسبة 11.9%، مدفوعين بشكل أساسي من الولايات المتحدة (13.7%)، بينما قفز السياح الأوروبيون بنسبة 65.8%، مع مكاسب ملحوظة من روسيا (266.7%)، والمملكة المتحدة (16.2%)، وفرنسا (11.9%)، وألمانيا (6.0%).
وفي الختام، أشار طه إلى أن مبيعات التجزئة في فيتنام ارتفعت بنسبة 8.3% على أساس سنوي في يونيو 2025، متباطئة من توسع بنسبة 10.2% في الشهر السابق. كما أن الإنتاج الصناعي نما بنسبة 10.8% على أساس سنوي في مايو 2025، متسارعاً من نمو منقح صعوداً بنسبة 9.6% في الشهر السابق، مسجلاً أسرع نمو منذ فبراير